کد مطلب:281455 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:193

کیف إذا ینتصر الإمام؟
لاشك إن كل هذه الحوادث تقع إبان نهضته المباركة، بل الإمام حینما یخرج مع مجموعة قلیلة من أنصاره یواجه أعداء كثیرون من المسلمین والكفار فأهل المشرق والمغرب تلعن رایته المباركة والروایات تذكر هذه الحقیقة بمرارة فعن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد یقول: إذا ظهرت رایة الحق لعنها أهل المشرق والمغرب، أتدری لم ذاك؟ قلت: لا. قال: للذی یلقی الناس من أهل بیته قبل خروجه.

یبدو أن خروج الإمام یكون مع هذه القلة من الأنصار الذین لا یتجاوز أعدادهم فی بدایة نهضته خمسة عشر ألف شخص، وهذا العدد یعتبر فی العصر الراهن عدداً ضئیلاً فی حساب الجیوش ومع ذلك یخوض الإمام معارك ضاریة ضد الأعداء فی جولات عدیدة وأماكن مختلفة من بدء حركته من الشرق إلی أن یصل إلی النجف الأشرف وحینما یسیطر علی هذه المنطقة یعلن للعالم رسالته الكونیة التی جاء لأجلها ویراه أهل الشرق والغرب فی آن واحد، لا یُدری أیكون ذلك عبر الأثیر وأجهزة التلفاز أم عبر وسائل أخری. غیر إن الإمام یبقی أمامه طریق طویل لتنفیذ رسالته فالأعداء یتربصون به من كل حدب وصوب حیث یواجه هجمات شرسة من قبل جنود الكفر والشرك ولابد من إرسال كتائب من جنوده وأنصاره لمواجهتم وقمع الظالمین والقضاء علی المجرمین حیث یحتدم الصراع المریر بینه وبین قوی الكفر فی أرض الشام فینتصر بإذن الله ویرسل جنوده إلی أرض الجزیرة العربیة لفتحها وتخلیص المؤمنین من براثن الطغمة الحاكمة فیكون النصر حلیف الإمام بما أمده الله بملائكة مسومین وجنود من الأجنة الصالحین وبأبطال من المؤمنین المجاهدین.

وفی هذا الصدد تجتمع قوی الظلم والشرك لتشكیل قوة متحدَّة ضد الإمام

المهدی علیه السلام وتكون أعدادها كبیرة جداً تذكرنا بقوی الأحزاب التی اجتمعت ضد الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم ولیس ببعید من أن یكونوا من أبناء أولئك الكفرة من بنی أمیة وأبی سفیان لیقفو أمام ابن الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم كما وقف آباؤهم ضد النبی الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم ولكن الله ینصره كما نصر رسوله فی یوم الأحزاب بعلی بن أبی طالب علیه السلام وبإرساله ریح صرصرٍ عاتیة فرقت كلمتهم ومزقت جمعهم فانهزموا وولوا الدبر.

كذلك ینصر الله أیضاً الإمام المهدی علیه السلام بالروح الأمین جبرائیل علیه السلام فیهلك الجیش الجرار بخسف البیداء ویكون ذلك أكبر انتصار للإمام المهدی علیه السلام وتنفتح أمامه أرض الجزیرة العربیة كلها بعد معارك متواصلة تستمر ثمانیة أشهر إلاّ أن معسكر الشرك یبقی موجوداً علی أرض الشام ویحاول جمع الجنود من مختلف أنحاء دول الغرب وبأعداد كبیرة جداً فی محاولة للقیام بهجمة واحدة للقضاء النهائی علی جنود الإمام الذین یتخذون أرض الغوطة بالشام مقراً لهم بعد أن یخوض جیش الإمام معارك دامیة ضد قوی الشرك فی تركیا ویفتحوا أرض القسطنطینیة (اسطنبول) بانتصار عظیم غیر أنه یكون بثمن باهظ جداً حیث یقتل فی ذلك قرابة ثلث جیش الإمام إلاّ أن هذه الانتصارات المتلاحقة رغم خسائرها الفادحة تشجع قوافل الإیمان بالالتحاق بجیش الإمام الذی یبدأ إعداد نفسه لمواجهة قوی الشرك وفی هذا الوقت یكون عدد جیش الإمام كبیراً جداً حیث یستعد لخوض المعركة المصیریة بكل ما أوتی من قوة وبینما یكون وقوع المعركة قاب قوسین أو أدنی تنزل الرحمة الإلهیة بنزول النبی عیسی علیه السلام من السماء الرابعة إلی الأرض متكئاً علی ملكین عظیمین لیقوم بدور المصالحة بین المعسكرین بهدایة الغرب إلی إمامة المهدی علیه السلام حیث یؤدی النبی عیسی علیه السلام صلاة الجماعة بإمامة المهدی المنتظر علیه السلام فی المسجد الأقصی معلناً بذلك اعترافه بإمامة الإمام علیه السلام وبهذا الموقف العظیم من نبی الله عیسی علیه السلام یهتز جیش الشرك وتحدث البلبلة فیهم فتضطر قیادة الجیش بعقد هدنة مع الإمام المهدی ویقوم الإمام والنبی عیسی بهدایة المشركین إلی الإسلام هذا الدین الإلهی المتكامل فتستجیب الشعوب لدعوة نبیها وهدایة إمامها وتعلن الإسلام طواعیة ویدخلون فی دین الله أفواجاً أفواجاً وتستمر هذه الحالة مدة معینة إلا أن أصحاب النفوس المریضة والقلوب الحاقدة لا یروق لهم ذلك فیعلنون تمردهم وكفرهم بقیادة الدجّال.

وهنا تبدأ مرحلة جدیدة من القتال ضد الدجال ولكن هذه المرة تكون بقیادة النبی عیسی علیه السلام ویكون الانتصار حلیف الجیش الإسلامی الذی یقوده السید المسیح وتستمر المعارك الواحدة تلو الأخری ضد الشرك فی كل بقاع العالم حتی یحكم الإسلام ربوع الكرة الأرضیة كلها ویكون الدین كله لله وترتفع المآذن فی كل بقاع الأرض لتعلن الشهادتین (أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).

ولا یبقی هناك دین غیر الإسلام الذی وعد الله رسوله لیظهره علی الدین كله ومن قبل وعد الأنبیاء والمرسلین باستقرار حكومة الإسلام لیكون الدین كله لله عز وجل كما جاء فی كتابه المجید (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ الصَّالِحُونَ) (الأنبیاء:105).

وهكذا ینتصر الإمام الحجة المهدی المنتظر علیه السلام ویحكم العالم بأمر الله عز وجل بعد معارك مریرة وبعد التضحیات الجسیمة ویبدأ العالم یتنفس الصعداء فی أجواء العدل والحق والعلم والإیمان والأمن والرفاه بعد أن خنقه الظلم والطغیان فیملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما كانت ترزح تحت نیر الكفر والفساد والظلم والعدوان.